العرض الإلكتروني الأقوى في 2018 CES


محمد سلطان - Mohammed Sultan
من مقالي بجريدة التحرير

بدأ العرض التنازلي للحدث الأقوى في العام الجديد حول التقنيات الإلكترونية والأجهزة الكهربائية وستشارك فيه الشركات المختلفة في سياق أشبه بالتنافس من أجل كسب إهتمام المستخدمين.
يقام العرض الإلكتروني في السابع من يناير 2018 بولاية لاس فيجاس الأمريكية حيث تكون الإفتتاحية عبارة عن مؤتمر صحفي ينتهي في الثاني عشر من يناير. وعلى نفس سياق الأعوام الماضية ستشارك المؤسسات اللامعة والشركات القوية في مجال إنتاج الإلكترونيات مثل سامسونج، إل جي، وجوجل بالتأكيد. وبالرغم من أنهم لم يعلنوا عن خططتهم في المشاركة أو جدول العرض حتى الآن إلا أن كل التوقعات تشير إلى وجود قوي ومشرف لكل الشركات بإظهار تقنيات ستحدث ضجة إلكترونية في الأجواء. نتوقع أيضا ظهور تقنيات حديثة يتم الإعلان عنها لأول مرة.


ماذا نتوقع من العرض الإلكتروني في 2018؟ هنا تأتي التكهنات!

تليفزيونات وشاشات في كل مكان
شهدنا في الفترة الأخيرة تطور كبير في مجال التقنية المرئية التي وصلت لحد التعايش مع الأجهزة وربطها بمراكز الحس عند المشاهد بطرق مختلفة ومتنوعة. ذكرت بعض المصادر أن شركة إل جي ستقوم بالإعلان عن تقنية جديدة للشاشات التي تعتمد علي OLED التي تأتي بنحافة تكاد تكون الأكثر تنافسية حتى الآن. الشاشة ستأتي بسمك رقيق جدا يكاد يكون الأنحف في عالم الشاشات ليشهد بداية ظهور جيل جديد يتميز بالنحافة الشديدة والنقاء الأفضل للرؤية.
أما بخصوص سامسونج، وهي الشركة الأولى في صناعة وإنتاج الشاشات، فلابد أنها ستذهلنا بخط إنتاجي جديد وسلسلة رائعة من شاشاتها المحاكية لألوان الطبيعة. أما عن شركة فيزيو فهي أيضا تلتزم بجودة الشاشات العالية التي تكاد تنافس سامسونج المتصدرة، ولذلك نتوقع شاشات منافسة في حدة الألوان ووضوحها وأيضا أسعارها التي ستكون باهظة بالتأكيد خاصة في ظل ظهور تقنية الوضوح الجديدة.
الحديث عن كفاءة وجودة الشاشة كان المعيار الأهم في العام الماضي حيث كانت أغلب الشاشات تدعم جودة ال4K  أما العام الحالي فمن المتوقع جدا أن يكون عام ال8K  مع توفير مدخلات كابلات كثيرة للربط ليس فقط مع المسرح المنزلي ولكن مع التكنولوجيا المتنوعة مثل الواقع الإفتراضي والمنزل الذكي وباقي الأجهزة المساعدة سواء البصرية أو المرئية.
يبدوا أن المعرض سيكون حلبة صراع الشركات الكبرى ولذلك تواجد أجهزة الفئة السعرية المتوسطة سيكون محدود جداً وسيكون نصيب الأسد من أجل التكنولوجيا المتقدمة التي تؤسس لمستقبل تقني جديد حتى وإن كانت مرتفعة السعر.
هواتف المحمول الخارقة 

لا نتوقع أن شركة سامسونج سترفع الستار عن الهاتف المرتقب بشدة  Galaxy S9 جلاكسي إس9 ولكن من المحتمل أنها ستعطينا مختصر عن هاتفها Galaxy X  جلاكسي إكس الذي لطالما شابه الغموض والإشاعات. يعتقد أن الهاتف سيأتي بخاصية الطي الكامل للهاتف الذي يشمل الشاشة في فئة ال 5 إنش وال 7 إنش. لا شك أن الكشف عن الجهاز سيكون مركز الإضواء بل ولا نبالغ إن قلنا كل الإهتمام في المعرض الإلكتروني. ظهور الجهاز سيكون بداية لتقنية جديدة من الأجهزة تتخطي الحواف النحيفة. نحن نتحدث عن جاهز قابل للطي مثل الورق وربما أيضا يكون ضد الماء والأتربة.

أغلب الباحثين التقنيين ينتظرون ظهور شركة سوني للكشف عن هاتفها الجديد من فئة Xperia  إكسبيرا في مؤتمر صحفي خاص. التسريبات الأخيرة تقول أن هناك تغيير قوي في التصميم يصحابه حواف أٌقل سمكا مما يجعل شركة سوني تنضم لهواتف "اللا حواف".
أما فيما يخص شركة إل جي فهي تفضل الإنتظار لكن ذلك لا يعني غيابها عن المشهد ولكنه سيكون ظهور شرفي بهاتف أو إثنان من الفئة المتوسطة من أجل الحصول علي مكان في المعرض، وشركة هواوي في غالب الأمر ستفضل التواجد الشرفي أيضا كنوع من الإحتفاظ بمكانتها وسط الكبار. هواوي ستشارك بهواتف تم طرحها بالفعل مثل Mate 10 ميت 10 و MediaPad M5  ميديا باد إم5.  
وأخيرا أبل وجوجل سيغيبان عن المشهد خاصة لأنهم بالفعل لديهم مواعيد محددة لإطلاق هواتفهم. 



الأمر الذي لا يمكن عدم ذكره وهو يعتبر الحدث الأكبر والأهم هو إطلاق دعم الجيل الخامس للشبكات من شركات مثل Verizon، Qualcomm ، و Baidu.
لابتوب: أنحف، أخف، ويدوم لفترات طويلة
شهر يناير ليس شهر دراسي أو جامعي ولذلك لا نتوقع ظهور تغييرات قوية ولكن سيكون هناك تواجد لأجهزة جديدة تحتوي على تكنولوجيا أنحف وأسرع خاصة من شركات Dell، HP، Acer،Asus  ، وLenovo. أغلب الحواسب المحمولة ستكون متوفرة ببروسيسور من الجيل الثامن وسيكون الإهتمام الأكبر لإظهار التحديثات الجديدة في تقنيات الشرائح الإلكترونية والشاشات المستخدمة وقدرة البطارية على الآداء الأطول.
أما لمحبي الألعاب وشركات الجيمنج فنتوقع ظهور قوي للأجهزة ذات الخصائص والسمات الفريدة للألعاب. شركة Razer  رازر ستكون هي الحصان الرابح مع كشفها عن تكنولوجيتها الحديثة خاصة مع مشروعها "المشروع الأرياني" أو اللابتوب المدعم بثلاثة شاشات. شركات معالجات البصرية والذاكرة ستكون أيضا محط أنظار الجميع مثل MSI، Asus، ROG،و Gigabyte.
تقنيات الواقع الإفتراضي، تعزيز الواقع، و الواقع المختلط.

الواقع الإفتراضي أصبح أكثر شهرة حتى الآن بفضل نظارات الهواتف التي تجعلك تعايش الموقع ويكأنك تسير داخل عالم المرئيات. أما تعزيز الواقع فهو قريب من صور 360 درجة تجعلك ترى الواقع بصورة أشمل وأكثر دقة. أما الواقع المختلط فهو المزج بين التنقيتين السابقتين لمعايشة أكثر واقعية. يتم إستخدام تلك التقنيات في مجالات مختلفة مثل الطب. بعض الجامعات الأوروبية بدأت إستخدام الواقع الإفتراضي كأداة تدريبية للطلاب حيث يقومون بإجراء عمليات جراحية إفتراضية وعمليات إنقاذ سريعة للمصابين تجعلهم قادرين على مواجهة الحالات الحقيقة بأعلى كفاءة وسرعة ممكنة. أيضا يتم إستخدام الواقع الإفتراضي بكثرة في مجال تدريبات الطيران الدفاعية حيث تكون كتائب الطيران متصلة بأجهزة بصرية وسمعية تجعلهم يعايشون تجربة الحرب الحقيقة في غرف مخصصة لذلك. الواقع الإفتراضي أيضا يتميز بتوفير تجارب كثيرة ربما تكون خطيرة أو مكلفة مثل الغوص و تسلق الجبال بل وسباق السيارات أيضا، وهنا تكون تقنية تعزيز الواقع هي الأمر الأكثير أهمية للحصول على تجربة مثالية.

نتوقع ظهور أجهزة السمعيات ومكبرات الصوت بكافة أنواعها في كافة أرجاء المعرض. أيضا نتوقع بشدة ظهور تقنيات جديدة تعمل على الربط بين أجهزة السمعيات والبصريات في عالم الواقع الإفتراضي لكفاءة أعلى وتجربة أكثر تشويقا وأثارة في عالم الألعاب والمرئيات أيضا.
سماعات جديدة لعزل الضوضاء
تواجد مكبرات الصوت والسماعات سيكون في كل مكان داخل المعرض ولكن غالب الظن أن السماعات لن تأتي بتطورات جذرية في الوقت الحالي ولكن سيسود الموقف تقنية عزل الضوضاء. ربما تجد نفس سماعة هاتفك لكن تحت مسمي جديد فقط لأن التغيير الوحيد هو العزل الصوتي، وهو فعلا أمر يستحق الانتباه. شركات مثل أوديو تيكنا، فوكال و غيرها سيهتمون بالسماعات السلكية واللاسلكية خاصة تلك التي تدعم الهواتف بعد الصدور القوي لسماعات أبل اللاسلكية الصغيرة جدا. مازالت المعادلة الأصعب هي الحصول على سماعة لاسلكية صغيرة ببطارية تدوم لفترة طويلة. نقاء سماعات أبل وصغر حجمها الشديد كانا يحسبان لها لكن ضعف أداء البطارية كان أمر محبط للجميع.
الكاميرات:
تواجد الكاميرات سيكون جديد ومتنوع خاصة للشركات التي لم تعلن عن إصدارات جديدة مثل كانون، أوليمبس وباناسونيك.
الإطلاق المنتظر بشدة سيكون من نصيب باناسونيك و أوليمبس اللاتي سيعلنا عن GH5S & E-PL9  وهما يتميزان بدقة عالية ومثبت بصري في وضع الفيديو والقدرة على إلتقاط صور أكثر دقة في الوضع الليلي. شركة أوليمبس ربما تعلن عن السلسلة الجديدة داخل المؤتمر الصحفي الخاص بالمعرض الإلكتروني، أما شركة كانون فهي بصدد إطلاق أربعة كاميرات وهن EOS 2000D, EOS 3000D, EOS 4000D و EOS M50.
الأخبار السارة لمنتجي المحتوي المرئي هي كاميرات ( 360 درجة) المدعومة من الهواتف ستكون متواجدة بكثرة مع تقنية أكثر دقة وأقل سعرا بكل تأكيد. المستقبل القريب سيشهد تغيير ملحوظ في صور وفيديو العالم الإفتراضي من خلال كاميرات 360 درجة، ولذلك أعلنت شركتا كودك وريكو عن إستعدادهما لخوض التنافس.
الكاميرات الطائرة (درون) ستكون هي النجم الساطع في قسم الكاميرات لدرجة أنه سيتم تخصيص منصة خاصة لتجربة التصوير الطائر. طبقا للتخميين الحالي فأغلب التغييرات الكبيرة في صناعة الكاميرات الطائرة ستكون بفضل الشركات الكبرى الثلاثة DJI، Yuneec، و Parrot.
بالرغم من أن الشركات الثلاثة كبيرة بقدر كاف يجعلها مستقلة في إصدار وإطلاق منتجاتها عن المعارض الإلكترونية إلا أنه يتوقع أن تكون هناك تغييرات مخصوصة مثل الألوان والمواصفات الخاصة بسبب الحدث التقني.
تقنيات السيارات وتكنولوجيا القيادة بدون سائق
عام 2013 شهد تصريحات كثيرة من الشركات الأم في صناعة السيارات مثل جنيرال موتورز، فورد، مرسيدس بنز، بي إم دبليو، وشركات أخرى حول دراسات وإكتشافات في مجال السيارة ذاتية القيادة "بدون سائق". وصل الأمر إلى أن شركة نيسان أعلنت أنها بحلول عام 2020 ستقوم ستقوم بطرح سلسلة مختلفة من السيارات ذاتية القيادة في محاولة للحاق بقافلة التكنولوجيا والتطور التنقي.
نتوقع أن المعرض الإلكتروني سيكون بمثابة منصة إطلاق الكثير من التقنيات التي ستعتمد على مفاهيم جديدة في عالم قيادة السيارات والتي ربما ستؤدي لانتقال نوعي في عالم المحركات أيضا.
تقنيات ساحرة قابلة للإرتداء
الإكتشافات الإلكترونية تعدت حاجز الإستخدام الطبيعي الذي يعتمد فيه الإنسان على تواصل معين مع الجهاز مثل الهاتف أو الحاسب الآلي و الأجهزة الكهربائية. التقدم التكنولوجي كسر حاجز التواصل المباشر لنصل لمرحلة دمج الجهاز بالإنسان فنرى مثلا الساعات الرياضية تقوم بفحص القلب وضغط الدم ومعدل حرق الدهون بصورة سلسة وبدون أي تدخل من الإنسان. المعرض الإلكتروني سيكون فرصة سانحة لكثير من الشركات لإبهارنا بتقنيات جديدة قابلة للإرتداء مثل الساعات والنظارات الإلكتروني بل والملابس الإلكترونية أيضا. الأمر الأكثر أهمية هو أن التقنيات ليست فقط صحية كما كان الأمر في بدايته لكن نتوقع تقنيات مساعدة للحياة اليومية مثل الكوفية الذكية التي تقوم بتنقية الهواء من المواد الملوثة.
ماذا عن باقي المعرض؟
سيكون أغلب التركيز على تطبيقات الواقع الإفتراضي فمن المؤكد تواجد مكثف للألعاب و السوفتير بل والأجهزة أيضا التي تدعم تجربة الواقع الإفتراضي. هناك أيضا فئة قوية جدا وهي "المنزل الذكي" والتي ستكون أيضا مركز لإهتمام الكثير خاصة بعد نجاح المنزل الذكي لأبل و وجوجل و سامسونج اللاتي استطعن ربط كل المنزل (المطبخ، الحمام، غرفة النوم، الإضاءة) بالهاتف المحمول. تقنية الهاتف الذكي ستكون الأفضل في العام الحالي خاصة بعد إنتشارها في العام الماضي ولكن التحديث الجديد سيكون من خلال التحكم الأفضل من خلال الأوامر الصوتية، ويبدوا أن هذا هو الصراع الحالي بين تطبيق "مساعد جوجل" وشركة أمازون. 


إرسال تعليق

0 تعليقات