محمد سلطان - MA Sultan
دائما المرأة تحمل وصمات السحر الشعوذة بدئا
من العصور الوسطى وحتى الأزمنة الأوروبية الحديثة. يوجد في تانزانيا مجموعة من
النساء المعروفة بالساحرات الطبيبات والتي انتشرت خلال المجتمعات المختلفة في
إشارة أيضا للربط بين المرأة والسحر.
في مقالة تم نشرها في The
Conversation تتحدث
عن دراسات إجتماعية تم عملها للبحث وراء تلك الوصمة. علماء الإجتماع والعرقيات
وجدوا أن الربط النظري لم يكن كفؤ خاصة في إجابة الكثير من الأسئلة ولذلك توجهوا
لجمع البيانات والأرقام من خلال رحلة خاصة.
الدراسة تمت في إحدى الأقاليم الصينية لبحث النظرية التالية: إتهام النساء بإحتراف السحر هو نوع من العقوبة المجتمعية للمرأة عند خروجها عن سياق الأعراف السائدة.
النظرية إفترضت أن
المرأة الموصومة بالسحر ما هي إمرأة تم إعتبارها غير محل ثقة من المجتمع وأفراده ولذلك
يشوهون وجودها من خلال صبغها بصورة مخيفة لتكون عبرة لباقي نساء المجتمع. الجدير
بالذكر أن بعد المؤشرات البحثية أضافت أن الوصم بالسحر هو أمر يضعف ليس فقط من حال
المرأة الموصومة لكن من الروابط المجتمعية وأطر الثقة فيما بينهم.
الدراسة التي تمت
على 800 شخص في 5 قرى متفرفة في الجنوب الغربي من الصين بحثت الأمر بتعاون بين
كوادر جامعة لندن و الأكاديمية الصينية للعلوم في جامعة لانزهو.
السم السحري:
عند استقصاء
البيانات والحقائق في الأقليم وجد الباحثون أن هناك من يحذرهم من الأكل في بعض
البيوت لأن النساء يعرفون بوضعهم سحر "زو" في الطعام. وبعد السؤال عن
عدد البيوت التي تحتوي على النساء المعروفة بسحر زو وجدوا أن النسبة تصل إلى 13%
تقريبا. وجد الباحثين أيضا
أن البيوت المعروفة بالسحر أو المشكوك فيها تعتبر منبوذة ولا يتم استبدال الهدايا
والأطعمة معها ولا حتى إقامة الأعمال.
قام الباحثون أيضا
بقياس المعدلات المالية الأخلاقية من خلال إعطاء بعض المال لكافة المواطنين بما
فيه الموصومين بالسحر ثم سألوهم أن يقوموا بالتبرع. لم تظهر أي مؤشرات عن كون
الموصومين بالسحر كانوا أقل عطاءا أو تفاعلية في المشاركة بالمال بل كان الجميع
تقريبا يتمتعون بنفس الحد من المشاركة. الغريب أيضا أن البيوت التي تقودها النساء
كربات المنزل والأمهات العائلة كانت هي الأكثر ثراء وتدبيرا في الأمول المالية عن
المنازل الأخرى.
تحليل الدراسة:
يعتقد علماء
الإجتماع أن الخوف من الوصم بالسحر والشعوذة كان أحد الدوافع التي جعلت الكثير من
المجتمع يقوم بالتبرع وخاصة الموصومين بالسحر كون التبرع السخي هو أحد طرقهم
التعبيرية للدفاع عن سمعتهم ومظهرهم.
لكن أيضا لا ننسى أن
تلك النتائج هي فقط مرتبطة بتلك التجربة حيث أن أغلب النظريات المجتمعية عن السحر
والمتهمين به هي نظرية ولم عمل دراسات تقديرية رقمية حتى الآن.
الدراسة أيضا
استنتجت أن الإتهام بالسحر ظهر نتيجة التنافس بين المنازل في الإنتاج وهو الأمر
الذي دفعهم لبدء الإتهامات والإدعائات في محاولة لتثبيط المنافسين وإنهائهم بل
وإخراجهم من دائرة التنافس للأبد. الدراسة أيضا أظهرت
أن أغلب النساء المتهمات بالسحر كن في منتصف العمر تقريبا وأن كل المتهمين
بالشعوذة كن نساء وهي أحد مظاهر المجتمعات التسلطية الأبوية. ربما هذه النتيجة
سهلة الربط خاصة في مجتمع يسوده البوذية وهي دين رأسه رجل في صورة واضحة للتحكم
الأبوي في معتقدات وثقافة الأقليم ولكن الأمر الغريب أن إتهام النساء بالشعوذة هو
أمر أيضا منتشر في المجتمعات الأوربية الحديثة والمواقع الإلكترونية ولا ننسى صورة
الساحرة الشريرة حتى في الميديا والسينما الغربية.
0 تعليقات