محمد سلطان - Mohammed Sultan
من مقالي بجريدة التحرير
تم إطلاق مسلسل التاج في جزءه الثاني حول قصة الأسرة المالكة بالمملكة المتحدة، لكن هل المسلسل صحيح تاريخيا؟
يبدأ الجزء الثاني بظهور "كلير
فوي" التي تلعب دور الملكة إليزابيث و "ميت سميث" الذي يلعب دور
الأمير فيليب في مشهد عدائي أو
تنافسي بينهما.
ومع مرور الوقت نرى الدراما تظهر لنا النشأة
والتربية القاسية لدوق إدنبره الأسكتلندية ومشاكله الكثيرة في صغر عمره، خاصة مع
علاقات تربط أسرة بالحركة النازية الألمانية. تظهر الدراما الدوق في صورة المخادع
والخائن أحيانا بصورة غير مباشرة.
وفي تلك الظروف تحاول "فينيسا
كيربي" التي تقوم بدور الأميرة مارجريت من الأقتراب من المصور الفوتوغرافي
أنطوني أرمسترونج جونز ويقوم بدوره
"ماثيو جودي" وتنجح في الزواج منه.
في لقاء حصري مع المؤرخ "هوجو فيكرز"
قام بنقد العمل التاريخي بصورة واضحة.
" ما يقومون به ، أحيانا وليس دائما، هو أنهم يقوم بالمزج بين شيئين مختلفين حدثا في الماضي ويقومون بالمزج بينهم لإختلاق حدث جديد ليس له أصل تاريخي وهو مجرد إختلاق حبكة درامية لزيادة معني معين أو مشهد معين"، هوجو فيكر معلقا على العمل الدرامي.
" ما يقومون به ، أحيانا وليس دائما، هو أنهم يقوم بالمزج بين شيئين مختلفين حدثا في الماضي ويقومون بالمزج بينهم لإختلاق حدث جديد ليس له أصل تاريخي وهو مجرد إختلاق حبكة درامية لزيادة معني معين أو مشهد معين"، هوجو فيكر معلقا على العمل الدرامي.
جاكي كينيدي ومنافسة الملكة: صراع نسائي أم أمر آخر؟
يشرح فيكرز أن علي
سبيل المثال الرئيس الأمريكي كينيدي وحرمه كان يتم رؤيتهما بصورة حسنة في عام
1961. من الواضح أن حرم الرئيس كنيدي كتبت قطعة أو قطعان هزليتان حول ديكور القصر
الملكي ومحتوياته، وبعدها ذهبت حرم كيندي إلى غانا وفعلت
الملكة كذلك أيضا لكن الملكة لم تذهب إلى غانا لتنافس حرم كينيدي بل كانت زيارة
جدية لأسباب سياسية. كان نكروما، رئيس غانا الأول بعد الإستقلال، في علاقة جيدة مع
الروس فكان سبب الزيارة هو الحرص على تواجد غانا داخل دول الكومونويلث، وبالفعل
نجحت في ذلك.
أوراق ماربورغ: القاتل النازي أم الحبكة الدرامية؟
يضيف فيكرز أن الحلقة الثامنة من المسلسل
إستفاضت في الحديث عن ماضي دوق ويندسورز (آداء البطل أليكس جينيجز) وعلاقته
بالرئيس الألماني أدولف هتلر. أيضا في حلقة مختلفة من المسلسل يتم الحديث عن أوراق
ماربورغ المشهورة التي تحتوي على الكثير من الإدعاءات ضده في محاولات مختلفه
لإظهار دوق ويندسور بصورة النازي القاتل كما ظهر في القناة الرابعة بأحد البرامج.
يعلق فيكرز على ذلك الأمر بأنه هراء.
يقول أيضا أن الدراما أظهرت الرجل بأنه كان
يزور محارق الغاز بل ويلومونه على سقوط باريس في 1940 وهذا أيضا هراء.
دوق ويندسور
المؤرخ فيكرز يقول أن دوق ويندسور أراد
الحصول على وظيفة عام 1945 وليس بعدها ب10 أعوام كما يدعي المسلسل الخاطئ
"التاج".
فيكرز يقول أيضا أن دوق ويندسور كان حامل
للباسبور البريطاني وكان يزور بريطانيا بصورة مستمرة كفرد غير رسمي ولكن الملكة لم
تمنعع من دخول البلاد أبدا.
الأمير فيليب
يؤكد المؤرخ أن الأمير أدى بصورة أفضل من
ابنه الأمير تشارلز في مدرسة جوردونستون. فيكزر أيضا انتقد البرنامج التليفزيوني
لإقتراحهم أن والد الأمير فيليب، الأمير أندرو وهو أمير اليونان والدنمارك، لام
ابنه لموت شقيقته سيسلي. وأكد فيكرز أن هذا هو الأمر الأكثر سوءا وتضليلا في الجزء
الثاني من المسلسل.
"إنهم يختلفون سببا لماذا كانت الشقيقة
مجبرة على حضورها للزفاف العائلي. تكره وتسافر وتدخل الطائرة ثم تصطدم بمدخنة في
أوستند ثم تموت هي وباقي عائلتها"، يعلق فيكرز على الواقعة.
يحلل المؤرخ الأمر ويقول " نعم حدث ذلك
ولكنها كانت ذاهبة للحفل لا محالة. لم يرغمها أحد وليس للأمر أي علاقة بالأمير
فيليب من قريب أو بعيد. البرنامج بعد ذلك يظهر جنازتها مع المارش النازي ورمز
السواستيكاس أو الصليب المعقوف النازي. أعتقد أن ذلك منصف..فذلك هو ماكنت عليه
دارمساتد الألمانية في ذلك الوقت".
يكمل المؤرخ تحليله ويقول عن صناع المسلسل
أنهم بعد ذلك يعرضون مشهد معين والذي يظهر فيه والد الأمير فيليب بعصبيه شديدة وهو
يصرخ على ابنه وينهره بشده. يقول فيكرز أن المشهد يحدث عقب وفاة الأخت ليرسخ في
ذهن المشاهد أن الأب يصرخ ويلوم الإبن على وفاة شقيقته. هل هذه هي الحقيقة؟ يجيب
فيكرز أن خبر وفاة الشقيقة كان الأكثر ألما للأمير فيليب وأن الأمير بل والعائلة
تلقت الخبر بصدمة شديدة.
فيكرز يكمل النقد ويقول أن تحميل المسئولية
الوفاة للأمير وإظهار القصة بأن الأب يلوم ابنه ثم يسافر الأب معه على القطار هو
أمر في غاية اللا معقولية والسفاهة الغير واقعية حتى في ربط الأحداث التاريخية.
"أنا فعلا غضبان وثائر بالنيابة
عنه"، يعلق فيكرز عن مشاعره تجاه إظهار الأمير في تلك الصورة.
بالرغم من النقد اللاذع من المؤرخ إلا أنه
أعجب بأداء الفنانة كلير فوي في دور الملكة. أثنى فيكرز عليها كثيرا ومدحها قائلا
أن آدائها الفني وتوقيتات التعبير ممتازة ومتناغمة بل أن مظهرها يشبه الملكة كذلك
كما رأيت في أناقة الملابس وبعد العبارات اللطيفة والمضحكة أحيانا.
أما عن رأي أفراد العائلة المالكة العمل الفني فيقول فيكرز أنهم يشاهدونه وخاصة الصغار منهم ورغم تمتعهم بروح الدعابة إلا أنهم يعلمون أن المسلسل يحتوي على تمثيل غير واقعي للتاريخ.
أما عن رأي أفراد العائلة المالكة العمل الفني فيقول فيكرز أنهم يشاهدونه وخاصة الصغار منهم ورغم تمتعهم بروح الدعابة إلا أنهم يعلمون أن المسلسل يحتوي على تمثيل غير واقعي للتاريخ.
0 تعليقات