محمد سلطان - Mohammed Sultan
من مقالي بجريدة التحرير
فيلم طبقة الصوت المثالية ظهر كتجسيد لشخصية
البطلة "بيكا" ،التي تقوم بتجسيد شخصيتها الفنانة "أنا
كندريك"، في حياتها الجامعية من خلال تكوين فرقة غنائية والوصول لحلم الشهرة
والمال.
الجزء الثالث من الفيلم يعتبر هو الحلقة
الأخيرة من سلسلة أفلام طبقة الصوت المثالية ببطولة "أنا كندريك" ،
"ريبل ويلسون" و "هايلي ستينفلد". مازال الجزء الثالث يحمل
الكثير من العروض الغنائية والإيقاعات ولكن هناك أيضا مشاهد أكشن وأثارة وحبكة درامية
جديدة أملاً أن تضفي زاوية جديدة للفيلم ليختلف قليلا عن
الأعمال السابقة.
الجزء الجديد يفتقد الكثير من المشاهد
الرومانسية والعلاقات الإنسانية كما تعودنا في الجزء الأول والثاني ولكن يبدوا أن
المخرج رأى أنه يمكن تعويض قلة المشاعر والعلاقات بمشاهد ونكات +18 والألفاظ
الخارجة ،ربما لأنه الجزء الأخير من السلسلة أو لأسباب تجارية ربحية.
الجزء الثالث كما رأى الكثير لم يكن له وجود
فني قوي أو فائدة غير الربح المادي والنظرة التجارية. ربما امتازت الأجزاء السابقة
بتنوع فريق العمل والذي أضفي حس الفكاهة والنشاط في الفيلم، لكن أيضا الفيلم لم
يحدث الضجة الفنية التي تستدعي القيام بجزء ثان وثالث لنفس الرواية.
كما علق النقاد السينمائيين فالجزء الثالث
ليس فيه إضافات للحبكة الدرامية أو حتى أدوار الممثلين أو تسلسل القصة الزمني
والمكاني إلا أنه مجرد جزء جديد من مشاهدة فريق العمل بنشاط وحيوية، ليس أكثر من
ذلك.
"طبقة
الصوت المثالية 3" هو عمل لن يأخذ منك وقتا طويلا في تقييمه ليس بسبب سوء
الفيلم أو جودته لكن لأن الفيلم يخلوا من الروح الظاهرة التي تقودك لتحليل معين
وهو مؤشر سلبي بالتأكيد.
لاقي الفيلم في جزئيه الأوائل قبول واسع بسبب
الأداء الكوميدي وهو الأمر الذي انعكس على إيرادات الفيلم التي تجاوزت 500 مليون
دولار من جميع أنحاء العالم فماذا عن الجزء الثالث؟!
لابد أننا نتذكر نجاح الجزء الأول بميزانية قدرها 17 مليون دولار وأرباح تجاوزت ال65 مليون دولار. الجزء الثاني في عام 2015 قاربت أرباحه الداخلية فقط في تنافس "إكس بوكس" قرابة 184 مليون دولار في نجاح قوي للفيلم يمكن إعتباره فيلم شباك بمصطلحات السينما.
استطاع الجزء الثالث بتحقيق حوالي 67 مليون
دولار في أول 12 يوم من العرض داخل الولايات المتحدة الأمريكية وحوالي 30 مليون
دولار عالميا، وهو الأمر الذي يجعله ناجح ماليا مقارنة بالجزء الأول فقط، إلا أن
الفيلم لم ينجح في ترك بصمة تعتبر علامة مؤثرة في ذهن المشاهد خاصةً أنه الجزء
الأخير بل وفشل أيضا ماليا في الإقتراب من إيرادات الجزء الثاني من قريب أو بعيد.
لاقى الفيلم قبول يشبه المنعدم من المحللين
الفنيين الذين لم يروه إلا دعوى من المخرج وفريق العمل بأن نوقفهم حالا بسبب عدم
كفاءة الظهور الفني الإبداعي بل الغريب أيضا أن شعار الحملة الدعائية هو
"جولة الوداع الأخير". يبدوا أن إحساس فريق العمل كان على صواب هذه
المرة.
أما عن الأزياء والموضة فيبدوا أن المظهر العام
للملابس يمتاز بالبؤس أو ربما البساطة الزائدة في الموضة والأزياء وهو الأمر
الغريب خاصة أننا نتحدث عن فيلم حول عروض غنائية وحركة. عندما نتحدث عن الأزياء
فإننا نعني قلة الإبداع في إظهارها أو تصميمها بصورة تناسب طبيعة العمل الفنية
والدرامية أيضا.
يبدأ الجزء الثالث بمشهد يظهر فيه بيكا و
باتريشيا يقفزون من على متن قارب يحترق في مشهد يمتاز بالإثارة والترقب. بالرغم من
أن المشهد الإفتتاحي لا يربطنا بالأجزاء السابقة والتي تدور حول فريق
"كابيلا" وهم أفراد الفرقة الموسيقة، إلا أنه لن تستطيع تفسير
الإفتتاحية إلا كونها ربما مؤشر لإنطلاقه الفتيات في الحياة العامة خاصة بعد مشهد
التخرج الجامعي الأخير في الجزء الثاني من الفيلم.
تظهر "بيكا" بصورة المنتجة الصوتية
المكافحة التي تعيش مع "إيمي". الأخرى أيضا تحاول أن تحصل على عرض تليفزيوني
خاص بها، في حين أن "تشلوي" تستمتع بأيامها كمساعدة في مجال مساعدة
الحيوانات والحفاظ عليها مع إلتحاقها بالمدرسة البيطرية. ظهر الحزن والتعاسة كمصير
باقي أعضاء فريق البيلاز أيضا خاصة بعد تخرجهم في الجامعة وتعايشهم مع الواقع
وتحدياته.
بالرغم من تخرج الفتيات في الجزء الثاني إلا
أنه يبدوا أن هناك عضو واحد من الفريق مازل يكافح من أجل التخرج وهي البطلة "
هايلي ستينفلد" في دور إميلي التي تركت التلحين والتأليف وتفرغت لجدول
المذاكرة والإمتحانات. تتصاعد وتيرة الفيلم خاصة بعد دعوة إميلي لزميلاتها في حفلة
ببروكلين على أثرها تراهم جميعا في ثياب مزرية وحالة من الكآبة أيضا تشجعها على
دعوتهم لإحياء الفريق الموسيقي من جديد. بعد حصول الفتيات على دعوة USO تبدأ جولتهم في أسبانيا، إيطاليا وفرنسا مع الفريق القديم مرة
أخرى.
آداء الفنانة كندريك كان مميز بسبب قدرتها
على توصيل المعنى بصورة غير مباشرة وضمنية. أما ويلسون فهي بطلة الحركة والطاقة
الإيجابية والتي كثيرا يصاحبها الشغب وعدم المسئولية في الفيلم. أيضا الفيلم يعتمد
بصورة كبيرة على آدائها الكوميدي الجسماني، والذي يعيب عليه بعض المنتقدين بسبب
البُعد الإباحي أو على الأقل الغير مسئول في الفيلم. كان يمكن للفنانة أن تقوم
بنفس الإفيهات الكوميدية لكن بصورة تناسب جميع الأعمار بدون دمجها مع ألفاظ خارجة
أو حتى تعابير جنسية كما جاء في الفيلم.
تباينت آراء الناس حول تقييم الفيلم بين مؤيد
ومعارض لكن الأغلبية وجدت الفيلم أقل من طموحهم وتوقعاتهم. وعلى موقع تقييم
الأفلام المشهور IMDb حصل الفيلم على 6 نجوم من
10.
ومن ضمن الإنتقادات
الكثيرة والمراجعات المختلفة أظن أن جريدة الجارديان كانت أكثرهم حيادية وتلخيصا
للموقف:
"يبدوا أن العارضين يستمتعون بما يفعلوه عن صدق وبدون تصنع، والسعادة تنتقل بالعدوى. بالرغم من الأداء الفني الضعيف والكوميديا الركيكة التي تكاد تقل نفسها، إلا أنه في النهاية سترى أمرا ممتعا حقيقا خلف العرض".
"يبدوا أن العارضين يستمتعون بما يفعلوه عن صدق وبدون تصنع، والسعادة تنتقل بالعدوى. بالرغم من الأداء الفني الضعيف والكوميديا الركيكة التي تكاد تقل نفسها، إلا أنه في النهاية سترى أمرا ممتعا حقيقا خلف العرض".
أخيرا يمكن نقول أن
إخراج الفيلم تحت "تريش ساي" جعله يأخذ مسار غنائي لا فني. نجح الفيلم
بصورة جيدة جدا في إيصال الأغاني والأداء الإستعراضي بحرفية عالية جعلت حتى
المنتقدين يميلون لمدح الإستعراضات. ولكن ماذا عن الجزء الفني للفيلم؟ أعتقد أن
الإخراج نجح في إيصال الرسالة المطلوبة لكن كان هناك نوع من الضعف في السيناريو
والقصة التي جعلت الفيلم لا يبدوا كونه أكثر من إستعراض لحياة فتيات مما اخذه
بعيدا عن الأداء السينمائي والحبكة الدرامية القوية مما جعله غير متزن.
0 تعليقات